الشاعر محمد براحتستغربون إذا ذكرت حبيبتي *** وسبلت عنها من جميل غرامي
ويقال عني إن ذكرت عيونها *** ما بال ذاك الزاهد الصوام
شغلته فاتنة العيون بسحرها *** شامية تبدو بحسن قوام
الناسك القوام يكشف ستره *** وتتيه منه عبادة الأعوام
قلت اتركوني هائما بغرامها *** يا حسن حظ الناسك القوام
لا تعجبوا فأنا أحب عيونها *** ونقلت للدنيا فصول هيامي
ويجوز لي عشق فلست بماجن *** قد حزت فتوى مرشدي وإمامي
الحب يسكن مهجتي متدفئا *** بدخان حرب أو أزيز زؤام
والعشق لحنه الرصاص ملعلعا *** عزفت غناه كتائب القسام
غزلته في الليل البهيم عيونهم *** سهدت ولم تظفر بطيب منام
حرسوا الثغور مرابطين ببأسهم *** وعدوهم يسلو ببري سهام
قد قالت الشفتان أعذب سكر *** بل غنتا من دونما إحجام
كم غنتا بهوى لغزة منعشٍ *** في جملة معزوفة بنظام
عجنوا حداها من بنادق صيدهم *** بالزحف فوق الشوك والألغام
وقل الجزائر أو حماس هما دم *** وهما الوصال لشجنة الأرحام
أختان لا تدع الشقيقة نصفها *** يوم الردى في محنة وزحام
أو توأم للروح يصبح بلسما *** من كربة يشفي وطول سقام
تستغربون إذا امتدحت حبيبتي *** ما اغتضت من قيس ولا الخيام
ليست لعبلة أحرف بقصيدتي *** أو حب ليلى من عشيق ضام
لا قيس مثلي بل وعنتر عبلة *** بانت سعاد وجد قول حذام
لكنه حب يجل عن الهوى *** لن تفهموه بخطبة وكلام
حبان، شيئ من هوى كاتمته *** وهوى يطبب مبعث الآلام
لو ذقتموه إذن لكنتم عاذري *** ولقيل عني أنت غير ملام
كل الخطيئة أن تعيش بلا هوى *** لنزار ليثي أو سعيد صيام
وقوافل الشهداء يكتب شدوهم *** تبر لينحت في دمي وعظامي
كل الخطيئة أن يدون حبرنا *** حرفا يقر على بنود سلام
كل الخطيئة أن تصافح غاصبا *** وتنام فوق نمارق الأزنام
العشق من تحت الضلوع محمحم *** لا يختفي بسحابة وغمام
كل الشرائع لن تلوم غرامنا *** ما العشق في ساح الردى بحرام
حورية نفح الدماء صداقها *** عشق بلا ذنب ولا آثام
والقدس نادى للصلاة إمامها *** فابدأ بها تكبيرة الإحرام
واختم بها الأركان رب مرابط *** ياحسن بدء بعد طيب ختام
سيظل في دمنا الغرام لقدسنا *** والحب يكبر رغم طول خصام
ولأحملن بفأس جدي أو أبي *** ولأضربن بمعولي وحسامي
ولأضربن مع القيامة موعدا *** وازلزلت حان اللقاء الدامي
ومشى الحنين إلى الجنان مولها *** سبابة تعلو على الإبهام
فإذا وقعت على الطريق ممدا *** فانظر لوجهي الضاحك البسام
قلبي يعانق بالمسرة حورها *** هبة الإله الأوحد العلام
الحب من لغة التصوف منحة *** معناه طعن الصارم الصمصام
والزهد منا فطرة وسجية *** وانظر لدمع حبيبتي المهيام
قل هل يطيق دموعها متنسك *** أو عابد يرضى بهتك ذمام
حبي إذا داس الطغاة جماله *** عرج المجندل للمقام السامي
سألوه قالوا أين تذهب يافتى؟ *** قال اقتداء لي وعشق مرام
فأنا بمحراب الصلاة مجاهد *** لو مزقوا جلدي ومخ عظامي
ما عاث بالأرض السليبة غاصب *** أو فوقها حزن ونوح حمام
هذاكم الأسد المقنع في الوغى *** عيناه ترتعشان تحت لثام
قناص لم يخطئ رصاصك غاصبا *** سل عن نعاج أو فلول نَعَام
صوب عليهم وانتقم لجراحنا *** وارم القرود فأنت أعظم رام
واثأر لأم لاتنام جفونها *** وأعد رواء الدفء للأيتام
أرهم حكايات رسمت حروفها *** لم ينظروها في ذرى الأفلام
واكتب بجرحك عذب عشقك من دم *** تجزي الدماء فقط عن الأقلام
من لم يذد عن حوضه بسلاحه *** سيداس بالأظلاف والأقدام
صاروخكم رهب العدى فازلزلوا *** ومضت تهابك ثلة الإجرام
وانظر فدونك بزتي فغبارها *** مسك بأنف الفارس المقدام
شعْثٌ ومن لهب المعارك أغبر *** بشواظ نار أو دخان حطام
قل لا اعتراف، ولن يسجل حبرنا *** حرفا يرافع عن بنود لئام
لم أدر أنك في غرامك مرهف *** متعفر بالشوق والإقدام
أشواقنا أعناقنا تاقت لكم *** شتان بين الحق والأوهام
لو يفصلون الرأس عن جسد فلن *** أحيا سوى متمرد وهمام
لي دونكم أهلون في جناتهم *** سكنوا وقد ظفروا بطيب مقام
لي دونكم لفح الطريق ونفحه *** والسير خلف الفارس الضرغام
إني صنعت طقوس عشقك هائما *** لا أعبأن بكثرة اللُّوام
عشرون عاما أنت أجمل لوحة *** كم دبجتها ريشة الرسام
بطلت صلاتك يافتى مالم تقل *** دعواتنا فيها مع الأنسام
فسجودها وركوعها ووضوؤها *** بغبار حرب ليس في الحمام
عفر جبينك بالتراب مرابطا *** وافرح بجرحك أو بموت زؤام
عين الجنون بأن تقبل خائنا *** وتعيش تمدح عالة الحكام
فليرحلوا عنا ولن نحتاجهم *** فبقاؤهم شيء من الإيلام
فليرحلوا كل المعاجم نفسُها *** تعني ارحلوا من دونما إيهام
تعني استقل تعني ارتحل تعني العمى *** تعني اتركونا دونما إرغام
إن الشعوب إذا صحا بركانها *** ثارت على الطغيان دون لجام
ترك الكراسي ما أشد عذابه *** قل لي بربك ما مذاق فطام؟
لوكان طفلا كالرضيع فطمته *** سل كيف يفطم صاحب الأعوام؟
إن الملوك إذا تولوا أفسدوا *** وبغوا وتلك تراجم الظُّلاَّم
علم التنحي غائب كفريضة *** شأن التنحي شأن كل فصام
فلتعلنوا للناس أني كافر *** بعبادة الأوثان والأصنام
صحوٌ أم الغيث الهتون على الضما؟ *** أهي الحقيقة أم رؤى الأحلام؟
لوذقتَ مما قد شربتُ عَذَرتَني *** ولجئت تشرب من كؤوس مدامي
إني صنعت طقوس عشقكِ ساخرا *** من عتب قوميَ فيكِ واللُّوام
عشرون عاما رافعون لواءنا *** كم جلت الخضراء في الأعلام؟
فلتسلمي لي من عيون حسودنا *** من شر مأجور ومن نمام
يا صاحب الكرسي درسك شيق *** والفضل للمتأدب الفهام
يا صاحب الكرسي زرعك مورق *** لست القعيد وهم بلا أقدام
وبلا قرار يملكون ولا هدى *** ماذا تفيد ضخامةُ الأجسام؟
ستسوق أمريكا العجول بسوطها *** والكل مرتدع كما الأنعام
جمع الذكور يصير جمع مخنث *** وملوكنا كتل من الأورام
طلبوا اعترافك قل على الدم فاعبروا *** طلبوا اعتراف السيد القمقام
لافرق بينك والملوك سوى الهوى *** أنت العلو وهم من الأقزام
أفأنت من قال الجهاد سبيلنا *** من ذا كهذا النسج والإحكام؟
وسما مرابطنا الجليل فخطها *** بالتبر تكتب في فصوص رخام
لا الأصمعي ولا الفرزدق لا أنا *** بالشعر أنتج ما نطقت أمامي
لا تعترف فعراقنا في سجنهم *** ولعشق غزة أنت أقدر حام
وأبر بالدم بل أجل مرابط *** تحمي الحمى متمنطقا بحزام
وأكلت مثل الشعب زعتر أرضنا *** لو شئت عشت على لذيذ طعام
سيخلدونك لن فصرت مخلدا *** لا كالذي رسموه في الأهرام
لكنه نهج انتماء عقيدة *** فتبارك الرحمن للإلهام
لو يرفعونك فوق تاج ملوكهم *** أو يجعلونك فوق عرش شآم
لو جاز لي رسم العبارة في دمي *** لجعلتها وشما من الأوشام
أبدية أطلقت سحر حروفها *** فغدت على فم راشد وغلام
بل كلما حاولت نظم قصائدي *** لاقيت منك حروفها قدامي
خلدتها عصماء تكتب من دم *** وغدت على فم راشد وغلام
حتى إذا داعبت وتر ربابتي *** تاهت على كلماتكم أنغامي
لم أجمع الكلمات صنعة شاعر *** لكنني في المفردات عصامي
هيهات مالم تعترف فحلولهم *** فشل وخابت خطة الحاخام
إن اعترافك باليهود خيانة *** وخلاف أمر شريعة الإسلام
بالسبع والعشرين ألفا مغرم *** لن نقبل التحريف في الأرقام
والقدس عاصمة ويرجع بلبل *** ونوارس تسلو بسرب يمام
تلكم بلا جدل أجل شروطنا *** إن هم أرادوها حياة سلام
وبغيرها رمنا الزنازن موطنا *** والحكم بالتهجير والإعدام
فاحذر عدوك لا تلن فلربما *** مالوا عليك وأجهزوا لصِدام
كل الخرائط قسمة ضيزى أتت *** صوت البنادق مسك كل ختام
الأستاذ محمد براح - الجزائر
عضو مجلس الشورى الوطني لحركة مجتمع السلم
رئيس المجلس الوطني لجمعية الإرشاد و الإصلاح